مرض البواسير
تعتبر البواسير من أكثر إضطرابات الشرج شيوعاً في وقتنا الحاضر، وهي مشكلة شائعة خاصة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 50 سنة، وهو يصيب الرجال والنساء على حد سواء.
تعرف البواسير أو الدوالي على أنها تضخم الأوردة في منطقة المستقيم، حيث يوجد في المستقيم نوعان من الأوردة: الأوردة الداخلية والأوردة الخارجية. فأما الداخلية فهي التي تبطن الجزء السفلي من المستقيم وتمتد للأعلى. أما الخارجية فهي التي توجد تحت الجلد في الشرج، وعندما تتسع هذه الأوردة تتحول إلى بواسير؛ ولهذا تسمى البواسير بالأوردة الدوالية في منطقة المستقيم والشرج. ويمكن أن تتدلى أيضا خارج فتحه الشرج. وهي تشبه إلى حد ما دوالي أوردة الساقين إلا أنها تحدث في قناة الشرج.
أعراض البواسير:
تتضمّن الأعراض الشائعة للبواسير ظهور كتلة أو ورم مؤلم ملتهب على حدود الشرج. غالبا ما يظهر نزيف مع الإخراج، أو في المرحاض أو على المناديل الورقية. وتتضمن الأعراض الأخرى إفراز مخاطي، وحكّة، وإحساس مزعج أثناء الإخراج. عندما تشعر بهذه الأعراض يفضل أن تحصل على فحص طبي لإستثناء حالات الإصابة بالأمراض الهضمية الأخرى الأكثر جدّية. ومن الأعراض الأخرى للإصابة بالبواسير الشعور بعدم الراحة خصوصا عند قضاء الحاجة، وعدم الشعور بأن الأمعاء قد أفرغت تماما. مع ذلك توجد مشاكل صحية أخرى قد تسبب خروج الدم مع البراز، لذا إذا استمر الوضع أكثر من ستة أسابيع يجب استشارة الطبيب فورا.
من أهم العوامل والأسباب التي تساعد على ظهور البواسير ما يلي:
1. الإمساك المتكرر والمزمن.
2. الأعمال الشاقة التي تتطلب رفع أشياء ثقيلة.
3. الحمل : بسبب اضطراب نسبة الهرمونات في الجسم فتسبب ضعف الأغشية، وزيادة الضغط داخل الأوعية الدموية وبالتالي تكون البواسير.
4. عدم تناول الغذاء الغني بالألياف وعدم تناول الفواكه والخضراوات بانتظام، وقلة شرب الماء والسوائل بشكل عام.
5. الأعمال التي تعتمد على الجلوس لفترات طويلة: كالجلوس أمام شاشة الكمبيوتر أو القيادة الطويلة.
6. السمنة وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة، والتي تؤدي إلى كسل في حركة الأمعاء.
7. الأمراض الصدرية المزمنة كالسعال الحاد. كذلك التدخين الذي يؤدي بلا شك للأمراض الصدرية.
8. ارتفاع ضغط الدم في الأوردة نتيجة الوقوف لفترات طويلة.
9. الاستخدام المفرط للملينات والذي يغير من وظيفة الإخراج الطبيعية.
10. الضغط الشديد بقوة عند التبرز يزيد من إمكانية حدوث البواسير؛ لذلك يجب أن يأخذ الشخص وقته الكافي في الحمام، وأن ينظم عملية البراز بحيث تكون مرة واحدة يومياً على الأقل.
11. الإجهاد أثناء قضاء الحاجة، حيث يفضل استعمال الحمام العربي.
أنواع البواسير :
يمكن تقسيم البواسير حسب نوع الأوردة المتدلية إلى بواسير داخلية وبواسير خارجية.
أولا: البواسير الداخلية
وهي الأكثر شيوعا وانتشارا، وتتدلى من الداخل (المستقيم)، ويحس المريض بتدليها كذلك برجوعها، وهي بواسير نازفة.
وتقسم البواسير الداخلية حسب تدليها الى درجات:
• الدرجة الأولى: وفيها تنزف البواسر ولا تتدلى.
• الدرجة الثانية: وهنا تتدلى البواسير وترجع تلقائيا وقد يصاحبها نزيف.
• الدرجة الثالثة: في هذه الدرجة تتدلى البواسير ولا ترجع تلقائياً بل يدوياً، وقد يصاحبها نزيف أيضا.
• الدرجة الرابعة: بواسير متدلية لا ترجع تلقائياً أو يدوياً.
ثانيا: البواسير الخارجية
وهي خارج فتحة الشرج، وغالبا لا تنزف بل تتخثر تلقائيا. وأحيانا تسبب ألماً حاداً، قد يستدعي فتحها جراحيا. وعادة تفتح تلقائياً وتلتئم تلقائياً وتترك ندبة صغيرة، أو تبقى مقفلة وتترك انتفاخا بحجم حبة الحمص، تزيد أو تقل حسب حالة البراز والعوامل الجوية.
علاج البواسير :
الوقاية خير من العلاج حكمة مفيدة للتغلب على هذا المرض. وأول النصائح المقدمة في هذا الشأن تكون بتجنب العوامل المساعدة على ظهور هذا المرض: كتجنب الإمساك المزمن، والإهتمام بالتغذية الجيدة. ويعتمد العلاج الدوائي أو الجراحي على نوع ودرجة الإصابة بالبواسير.
وبصفة عامة إذا أصيب الشخص بهذا المرض فيجب عليه: تنظيف منطقة الشرج بالماء والصابون مع التجفيف المستمر للمنطقة، وبشكل يومي.
أما العلاج المستخدم فهو على نوعين: علاج دوائي، وآخر جراحي، وهذا للحالات الصعبة والمتقدمة.
أولاً: العلاج الدوائي
• باستخدام بعض المراهم أو التحاميل والمسكنات الموضعية التي تساعد على تخفيف الاحتقان، وعلى تقليص حجم البواسير كما تستخدم بعض الملينات.
• يمكن تثبيت البواسير بالحقن، أو التبريد، أو الكي الضوئي، كما يمكن ربط البواسير بشرائط مطاطية ــ لدى المصابين من كبار السن ــ لمنع التهدل في الغشاء المخاطي المتراخي.
• التغطيس بالماء الدافيء المملح.
ثانياً: العلاج الجراحي
أما إذا لم ينفع العلاج الدوائي فقد يلجأ الطبيب إلى: الحقن الموضعي بمادة خاصة لتقلص حجم البواسير، وفي بعض الحالات الصعبة قد يتطلب الامر التدخل الجراحي.
وإليك مجموعة من العلاجات الطبيعية للبواسير قد تفيد في تخفيف أعراضها، وكذلك أعراض الشرخ الشرجي، وتمنع تكرار حدوثهما وذلك وفقا لآراء بعض الممارسين:
1. العلاج بالعطور:
يمكنك تدليك النسيج المتهيج لمنطقة الشرج بالزيوت العطرية الملطفة، مثل الكاموميل أو اللافندر، على أن يكون التدليك رقيقا وبطيئا، فالاحتكاك المفرط يسبب التهيج والنزيف وهو ما يؤدي إلى تصاعد الألم، والزيوت العطرية خلافا للزيوت المعدنية التي تنزلق على سطح الجلد فتتساقط منه دون فعالية، بينما الزيوت العطرية ليست شحمية فهي أقرب إلى الماء في قوامها وتتكون من جزيئات صغيرة جدا تخترق الجلد وتتغلغل داخله بسهولة لتصل إلى مجرى الدم.
ولعمل حمام الجلوس Sitz”” بالزيوت العطرية أضف 20 قطرة من الزيت العطري (اللافندر والعرعر) إلى حمام ضحل ساخن، مع خلط وتقليب ماء الحمام بيدك للتأكد من أن الزيوت قد اندمجت واختلطت بالماء جيدا، ثم اجلس في هذا الحمام لنقع منطقة الشرج في هذا السائل مدة عشر دقائق.. هذا النقع يقوم بتنظيف البواسير أو الشرخ الشرجي ويساعد على منع الالتهابات وله مفعول ملطف للألم. يمكنك أيضا استخدام مرهم موضعي مكون من الزيوت العطرية بعد كل تبرز.. وأقترح عليك تجربة دهان يصنع بإضافة قطرتين من الزيت العطري اللافندر وقطرة من الزيت العطري للجيرانيوم إلى مقدار أوقية من زيت خامل -زيت أساسي- مع خلط المقادير معا. 2. الأيورفيدا (علاج في الطب الهندي): لكي تتمكن من تخفيف الحكة وتقليل التورم الناتج عن البواسير يمكنك أن تضع خليطا مكونا من نصف ملعقة صغيرة من الكركم وملعقة صغيرة من السمن البلدي أو الزبد على موضع البواسير قبل النوم لمدة ثلاث ليال متتابعة، ثم أوقف العلاج لمدة ليلتين، وأعد العلاج لمدة ثلاث ليال أخرى، واستمر على هذا المنوال إلى أن تشعر بتحسن، وتصل إلى الشفاء بإذن الله. مع ملاحظة أن الكركم يمكن أن يصبغ الملابس، فاحرص على ارتداء زوج من الملابس الداخلية القديمة قبل نومك، وأي تغيير في لون الجلد سيزول خلال أسبوعين تقريبا. 3. العلاج بالتغذية: إن اتباع نظام غذائي مرتفع الألياف هو مفتاح منع أو علاج البواسير، فالبراز الصلب الناتج عن الإمساك يحتم عليك الدفع بقوة أكبر لكي تتبرز، وحينما تفعل ذلك فإن أوردتك البواسيرية تنتفخ ويمكن أن تصاب بالدوالي. والألياف تجعل برازك لينا مما يفرض ضغطا أقل على الأوردة. وأنصحك بتناول ما لا يقل عن 30 جراما من الألياف كل يوم، وذلك بتناول ما لا يقل عن خمس حصص من الفواكه والخضروات الطازجة والمزيد من الحبوب الكاملة والفوليات ومنتجات النخالة.
4. العلاج بالأعشاب: استخدم الشاي العادي كمنقوع مركز وبارد، وأمسك بالكمادة وهي على منطقة البواسير لمدة 15-20 دقيقة مرتين يوميا. فالشاي له تأثير ملطف للبواسير. ويمكنك حفظ كل من الكمادة والشاي المنقوعة فيه بالثلاجة قبل الاستخدام حتى تشعر بالبرودة والانتعاش عند استعمالها. 5. العلاج بالعصائر: الثمار العنبية أو التوتية داكنة اللون مثل الكرز وثمر العليق الأسود والعنبية الزرقاء، حيث تتميز باحتوائها على مواد قد تساعد على تحسين حالة البواسير والشرخ مثل مركبات الأنثوسيانين والبروأنثوسيانين، وهي أصباغ نباتية تعمل على تقوية وزيادة انقباض جدر الأوردة البواسيرية مما يمكن أن يقلل الألم والتورم. هذا إلى جانب أهمية تلك الفواكه في إضافة عنصر الألياف إلى النظام الغذائي؛ فتعمل على تليين البراز، وحتى تحقق أكبر فائدة من هذه العصائر فأقترح عليك أن تشرب أربعة أوقيات من عصير إحدى الثمار المذكورة مخففا بأربع أوقيات من عصير التفاح مرة على الأقل يوميا. وحتى تحصل على أقصى إفادة ممكنة فاشرب عصيرك فورا في غضون نصف ساعة على الأكثر من عصره حتى لا تقل قيمته الغذائية. 6. العلاج بالتخيل: جرب أن تغمض عينيك، وتخرج هواء الزفير ثلاث مرات، وتخيل أن البواسير التي تعاني منها قد بدأت تنكمش كأنها كيس نقود قديم، تصور البواسير وهي تنكمش وتضمحل حتى تختفي بينما تصير جدر الشرج وردية وناعمة. كرر هذا التمرين التخيلي لمدة دقيقة إلى دقيقتين في كل ساعة تستيقظ فيها من نومك، وذلك على مدى يصل إلى 21 يوما، إلى أن تضمحل البواسير فعلا. 7. العلاج المائي: حمامات الجلوس الدافئة أو كمادات الحرارة الرطبة تساعد على تخفيف الالتهاب وتسكين الألم. وختاماً نؤكد على ضرورة ممارسة الرياضة لمرضى البواسير، وخاصة رياضة المشي، كما نؤكد على ضرورة علاج الإمساك وبسرعة، لأنه أصل المشكلة، والاقلال من تناول لحوم البقر، والحوامض والتوابل الحارة، والإستمرار في دهن فتحة الشرج, ونؤكد على ضرورة التوجه للطبيب، عند ملاحظتنا لأي عارض، وبدون أي تردد، حتى لا تستفحل الأمور ويتأخر العلاج .