قال علماء في ولاية سان فرانسيسكو
الأمريكية امس انهم يكثفون ابحاثهم في الخطر العالمي الذي تمثله الثورات البركانية
الضخمة وما تتضمنه من انفجارات مدمرة وحتمية لصخور سائلة وغبار وغازات يكون لها
تأثير شديد ودائم على مناخ العالم.
وقال وليام روز الجيولوجي في جامعة
ميشيجان للتكنولوجيا في بيان صحفي في مقر الاتحاد الجغرافي الفيزيقي (الاخطار التي
تسببها الثورات البركانية على الانسان ليست محددة بشكل دقيق). ولكن احتمالات وقوع
انفجارات بركانية واسعة النطاق ربما تكون اكبر بكثير من اخطار سقوط نيازك).
وفي ندوة عقدت بمقر الاتحاد
الجيوفيزيقي بذل علماء البراكين والغلاف الجوي ومتخصصون اخرون جهودا للبدء في تصور
تأثير الانفجارات البركانية التي يمكن ان تكون اكبر عدة مرات من اعنف بركان شهدته
البشرية على مدى تاريخها.
وثار بركان بيناتوبو الفلبيني في
اعنف ثوران في الفترة الاخيرة عام 1991 حيث تسبب في قتل 800 شخص وتشريد الالاف.
واطلق بيناتوبو صخورا وغبارا الى
ارتفاع 20 كيلومترا في الجور متسببا في تغيرات واضحة في انماط المناخ العالمي.
وكانت هناك براكين اكثر تدميرا. فقد انفجر بركان تامبورا في اندونيسيا عام 1815
ليخلف اكثر من 90 الف قتيل ويطلق مواد كثيفة الى الغلاف الجوي لدرجة افسدت موسم
الزراعة في اوروبا.
وتشير السجلات التاريخية الى ان
الانفجارات الاولى كانت اقوى من ذلك بعدة مرات.
وقال هانز جراف الباحث بمعهد بلانك انستيتيوت
للارصاد الجوية في هامبورج بالمانيا ان المساعي جارية لوضع تفهم اكثر وضوحا لتأثير
ثورات البراكين على الغلاف الجوي التي تتراوح مابين انبعاث كميات هائلة من مركبات
الكلورين والبرومين المدمرة لطبقة الاوزون الى ملء الفضاء بالضباب الذي يمتص حرارة
الشمس.
وقال جراف (ويؤدي هذا الى عواقب
وخيمة منها الاحتباس الحراري في القارات). وفي الوقت الذي بدأ فيه الباحثون تفهم
التأثير الدائم المحتمل لثورات البراكين ازداد العلماء ثقة في قدرتهم على التنبؤ
بدقة اكثر بالثورات المدمرة التي يمكن ان تحدث. ويقول علماء البراكين ان الاستخدام
المتزايد للاقمار الصناعية لمراقبة الانشطة البركانية على الارض سيساعد على تحديد
علامات تراكم الصخور البركانية السائلة التي غالبا ماتسبق الثورات البركانية.
رويترز